سآعة

الأربعاء، 28 أبريل 2010

وقفة جادة

وقفة جادة مع ( امرأة انجليزية )
 في أحد الأيام اتصلت صديقة والدتي – عربية الجنسية - بها لتخبرها بأن زوجة ابنها – الانجليزية الجنسية - بحاجة إلى معلمة للغة العربية لتعطي ابنتها بعض حصص التقوية ، فاتفقت معها والدتي على أن تحضر زوجة ابنها لتراها وتتعرف عليها ثم يتم الاتفاق على موعد الحصص . وبعد أن تم الاتفاق بينهم على ثلاث حصص في الأسبوع ، وجاء اليوم الأول ............وما إن حان وقت الحصة حتى قرع باب المنزل وجاءت تلك المرأة ، استغربت بيني وبين نفسي من دقتها في الموعد ولكنني قلت في نفسي لعلها التزمت بالموعد بما أنها المرة الأولى ، وفي المرة الثانية أيضاً جاءت في الموعد المحدد دون أي تأخير ، وهكذا كان حالها على الدوام ، حتى أنها كانت تعتذر مسبقاً في بعض الأحيان إن كانت تفكر في إن تتغيب عن الحصة لظرف ما ، هنا توقفت وقفة جادة معي نفسي وأخذت أسألها ..... ؟؟؟؟؟ ترى أين أنا من هذا الالتزام ؟؟؟؟ أين أنا من هذه الدقة بالمواعيد ؟؟؟؟؟؟ وكان أكثر ما جعلني أتوقف معي نفسي هو أن هذه المرأة غير مسلمة ولا أظن هذا الأمر مهماً في دينهم ، ولكنهم حافظوا عليه لعلمهم بأهميته وضروريته ........ ثم تابعت حديثي مع نفسي وقلت : نحن المسلمون يعتبر عامل الوقت مهماً جداً في حياتنا فلو نظرنا إلى العبادات الشعائرية كلها – الصلاة والصيام والحج والزكاة – لوجدناها كلها مرتبطة بالوقت ارتباطاً وثيقاً ، ولكننا للأسف مع كل هذا فقد ضيعنا أوقاتنا وأعمارنا سدى ولم نلتزم بمواعيدنا ، لهذا السبب استحق غيرنا أن يسود علينا لأننا أهملنا ما طلب منا وتساهلنا في أداء واجباتنا كما يجب ........... وفي ختام حديثي مع نفسي قررت أن يكون شعاري هو الالتزام بالوقت وتحري الدقة في المواعيد .
وقفة جادة مع ( الكتاب )
 سأتحدث في هذا الموضوع أيضاً أن إحدى الوقفات الجادة التي مرت بي واستوقفتني ، أما وقفتي لليوم فهي مع القراءة ، حيث كنت أراقب تلك المرأة – الانجليزية الجنسية – التي كانت تأتي إلى بيتنا وتحضر ابنتها لتعلمها العربية ، فقد كنت ألاحظ عليها أنها لم تكن تبقى جالسة تطالع ابنتها طوال الحصة الدراسية دون أن تقوم بعمل شيء ، فقد كانت هذه المرأة تحضر معها دائماً في حقيبتها كتاباً لتقرأ فيه ، وكانت في كل مرة تحضر كتاباً آخر يختلف عن الكتاب الذي قرأته في المرة السابقة ، هنا توقفت وسألت نفسي ........؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ترى أين أنا من هذا ؟؟؟؟؟؟ أين أنا من اهتمامي بالقراءة والمطالعة ؟؟؟؟؟ وعندما رأيت تلك المرأة ورأيت حبها للقراءة ومواظبتها عليها بهذا الشكل تذكرت حال المسلمين وكيف ضيعوا مكانتهم بتركهم للقراءة وانثنائهم عنها ، فقلت في نفسي : هم أحق منا بالسيادة فقد سعوا جاديين نحوها ، أما نحن معاشر المسلمين الذين كنا أمة اقرأ فما عدنا نقرأ ولا نولي للقراءة أي اهتمام ، مما كان له الأثر البالغ في تراجعنا وضعف ثقافتنا ، وبعد أن أنهيت حديثي مع نفسي عاهدتها أن اهتم بالقراءة وأن اجعل لها ولو حصة بسيطة في بداية الأمر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق